Sonntag, 9. Oktober 2011

عن الفتنة والطائفية مرة أخرى


طالما كان آذار، في العرف الكردي، متميزا، ففيه يشعلون نار السنة الجديدة وفيه يشيعون كثيرا من رموزهم. وفي آذار أيضا، هذا على المستوى السوري، جمح الأكراد عام 2004 في مدينة القامشلي،  أقصى شمال شرق، ضد طغيان النظام وانتشرت شرارات ما سمي آنذاك انتفاضة القامشلي في شتى المناطق الكردية. وكعهدها لم توفر السلطات القمعية في ذخيرتها تطلقها على المتظاهرين العزل. وآنذاك أيضا وأيضا تنطع المنظرون للحدث وجيّرت الغضبة الشعبية إلى صراع بين كرد وعرب، بين مدينتين عصبيتين، عصابيتين، تمثل أولاهما، القامشلي، النزعات القومية الانفصالية وثانيتهما، دير الزور، القومية العربية، بل القومجية الصدّامية. وكبح الجماح لأسباب لا وسع للاطراد فيها، لكن بينها استهانة "العقلاء" بدماء الضحايا والنزوع  إلى الاستكانة، بذريعة البقاء  تحت سقف الوطن والحرص على استقراره، وكذلك التعتيم الإعلامي.
وآذار ذاته، بكل رمزيته، تميز هذه المرة بانبعاثه من رماد آخر وفي هيئة أخرى، ليست محض كردية، ملونة بدماء براعم سوريا، في أقصى جنوبها، بينما أرسل النظام ممثليه للاحتفال مع الأكراد بنيروزهم وهم الذين صادروا هذا الحق منذ استيلائهم على السلطة، لجما لهم عن تشاركهم مع العربي في الألم الواحد. ومن جديد بعث النظام الطاغي رسل الفتنة ليعظوا المواطنين بالثوابت الوطنية والاستقرار. إلا أن الجيل السوري الناشئ على تفاعلات جديدة، سريعة، مع الحياة اليومية، مقتبسا شعلة التغيرات الطارئة على الكون من حوله، لم يستكن ولم يصغ إلى أصوات "العقلاء" الناصحين له، مصرا على استلهام الجديد الناشئ في روحه المتمردة على ثبات عالمه الضيق. امتدت شعلة آذار وتكاثر حاملوها على المساحة السورية جمعا.
على صرخات دم مشعل تمو الكردي، ابن القامشلي، أطلق النظام اليوم، 9 تشرين الأول 2011، سراح نواف البشير العربي، ابن دير الزور. بهذا يبرهن من ناحية على هشاشته أمام الهدير الجماهيري وربما، هو العتيد في الألعاب الدنيا، يعيد دس أنفه في الخلية القذرة، خلية ضرب الجزء بالجزء، كي يتمثل دور حافظ الكل، وهو جاهل، أو متعام، أن شابا مغنيا من دير الزور ذاتها، أعاد مياه الصداقة بين أبناء مدينته وأبناء "عدوتها" القامشلي، وأن أبناء الحراك وبابا عمرو ودير الزور خرجوا صارخين، طلبا لإزالة النظام الذي يصر على قتلهم جميعا، ليبقى وحيدا أوحد على عرش من جماجمهم.

كاميران حوج: مترجم سوري
http://www.gemyakurda.net/modules.php?name=News&file=article&sid=43516

1 Kommentar: